ثبت قلب جعفر بن ابي طالب حين بعث اليه النجاشي يطلبه . وماكانت القلوب لتثبت حينها . ولكن ثبوت قلبه لم يكن الا بقول محمد ( فإن بها ملكا لا يظلم عنده احد وهي ارض صدق . حتى يجعل الله لكم فرجا مما انتم فيه )
يحادث نفسه جعفر اما الفرج فكائن . ولا بد له ان يكون لنا من امرنا رشدا . قدم على النجاشي عمرو بن العاص وابن ابي ربيعة . عمرو يا جعفر وهداياه يا جعفر ويدعونا النجاشي يا جعفر . هذا كان حديث جعفر لنفسه ثابت القلب بقول رسول الله . يفكر من اجل الحدث بالحدث .
بين يدي النجاشي الحدث . لقد دعانا يستمع الينا يا جعفر . صدق رسول الله . انما دعانا عدل النجاشي ياجعفر ليذداد ثبوتك ثبوت ويقينك يقين . انما تسير الامور تجاهك وليكون الفرج.
بين يدي الحدث يختارك ثلاثة و ثمانون رجلا بنسائهم وابنائهم لتتحدث عنهم . ان احسنت نجوا وان اخطأت لا محالة خاسرون.
يا جعفر انما الفصل اليوم في كلام الناطق به الايمان . نفس جعفر تراوده . ولتتحدث رجاحة الايمان . اليوم يومها والساعة ساعتها. والفرج فيها . وثبوتنا عليها.
سمع جعفر قول النجاشي ماهذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا فيه في ديني ولا دين احد من هذه الملل؟
تحدث ايمان جعفر ويقينه.
بين يدي النجاشي.
ايها الملك كنا قوما اهل جاهلية،نعبد الاصنام وناكل الميتة ويأتي الفواحش ونقطع الارحام ونسيْ الجوار ويأكل القوي منا الضعيف. فكنا على ذلك حتى بعث الله الينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وامانته وعفافه . فدعانا الى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن واباؤنا من دونه من الحجارة والاوثان. وامرنا بصدق الحديث واداء الامانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور واكل مال اليتيم وقذف المحصنات . وتمرنا ان نعبد الله ولا نشرك به شيئا . وامرنا بالصلاة . والزكاة والصيام . وعدد عليه امور الاسلام. فصدقناه واتبعناه على ما جاء به . فعبدنا الله وحده وحرمنا ما حرم علينا واحللنا ما احل لنا . فعدا علينا قومنا فعذبونا وقتتنونا عن ديننا ليردونا الى عبادة الوثان . من عبادة الله وان نستحل ما كنا نستحل من الخبائث . فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا . خرجنا الى بلادك واخترناك على من سوالك وررغبنا جوارك ورجونا الا نظلم عندك .
وبإيمانهم.
ارتاحت قلوب المؤمنين برجاحة ايمان جعفر واذداد الايمان ايمان واليقين يقين كان جعفر يتحدث و وكان الايمان يملى عليه املاء . يرضى جعفر بايمانه . لقد زادك ايمانك اشيء وضعت في قلبك فثبت قلبك . ووضعت في عقلك فادركت الحقيقة ووضعت في لسانك فاحسنت القول بعد كل هذا اليقين وبعد كل هذه الثقة راحت تسال نفس النجاشي عن شيء مما جاء من عند الله على رسوله ينقله له جعفر فراح جعفر يتلو بلسانه قول ربه من اول سورة مريم حتى انتهى الى قوله تعالى والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا . احسن جعفر الاختيار واحسن جعفر القول ونجونا يا جعفر . لقد سمعوا قول النجاشي يقول هذه كلمات تصدر من النبع الذي صدرت منه كلمات سيدنا يسوع المسيح . ان هذا والذي جاء به موسي ليخرج من مشكاة واحدة . انطلقا والله لا اسلمم اليكما . عاد المسلمون امنون في الحبشة وفي اليوم الثاني يرسل النجاشي اليهم. ولا صاحبنا لا يملك القلب والضمير والايمان والثقة في قول رسوله . يساله النجاشي ما تقولون في عيسى بن مريم فاجابه جعفر هو عبدالله ورسوله وروحه وكلمته القاها الى مريم العذراء البتول . هنا خط النجاشي خطا على الارض وقال ليس بيسن دينكم وديننا اكثر من هذا الخط . فادرك جعفر الفرج وادركه الفرج .