مستحضرات تجميل

مدونة تهتم بمستحضرات التجميل والتجارة الالكترونية وشركات الادوية والعلوم والتسويق الدوائي

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كيف اهتم العر ب بالقران ؟

 كيف اهتم العر ب بالقران ؟

 

ما بلغنا أن اهتم قوم بكتاب كما اهتم العرب بالقران . ولا اهتم العرب بكتاب كاهتمامهم بالقران . لقد أجاد العرب في كتابهم فجعلوه شغلهم الشاغل . فطوروا كل آلة تصل بهم إلى كماله . وكل فن يجلى جماله .

 

فقد بلغ الأمر في المصحف الشريف أن كتب بالذهب والمدام الأحمر . فيروى أن الخاقان المتوفى 1199 يوصى محبوبته بارتداء ثياب حمراء وصفراء تشبها بصفحة المصحف التي يكتب فيها بالذهب والمداد الأحمر . ويحكى جلال الدين الرومي قصة طريفة عن مجموعة من النمل مرت على مخطوطة غنية بزخارفها الجميلة فتصورت أنها تمر بحديقة مليئة بالزهور والأعشاب ولكنها لم تلبث أن اكتشفت أن هذه الحديقة أبدعها قلم في يد تعتمد على زراع والزراع يتلقى أوامره من الروح التي أودعها الخالق في الإنسان .

 

وقد قال في ذلك الدكتور صلاح المنجد .

" فإننا كثيرا ما نجد في الشعر بتشبيه الوجه الجميل بالكتاب وبالقران بصفة خاصة لأنه لا يوجد في نسخة أي خطأ مهما كان يسيرا " 

وفى ذلك يقول الشاعر الهندي إسماعيل بخشى 

"وجهك أشبه بنسخة من القران ليس فيها أي خطأ أو عيب 

عيناك وثغرك هي علامات الوقف فيه .

وحواجبك هي المدة .

وأهدابك هي علامات التعريف وحروفه المنقوطة . "

                        نقلا عن الكتاب في العالم الإسلامي 

 

" والعرب أصحاب نزعة تشدهم نحو لغتهم وحديث العقلاء منهم حتى قال الجاحظ " ليس في الأرض كلام هو أمتع ولا انفع ولا آنق ولا ألذ في الأسماع ولا اشد اتصالا بالعقول السليمة ولا أفتق للسان ولا أجود تقويما للبيان من طول سماع حديث الأعراب العقلاء والفصحاء "

                 ضحى الإسلام نقلا عن زهر الأدب 

 

ووصل الأمر من جمال الخطوط انه لما أراد المصورون في نهاية القرون الوسطى وفى بدء عصور النهضة أن يضيفوا على العذراء جمالا يليق بقدسيتها لم يجدوا إلا الكتابة العربية يتخذون من حروفها وحداتهم الزخرفية 

          استشهادا على ذلك بكتاب الشرق الأدنى لكويلرينج

 

لقد أدخل رسول الله دين الإسلام إلى بلاد العرب وما كان لهم شيء في فن ولا شيء في علم ولا شيء في ثقافة إلا أنهم كانوا يجيدون فنون القول .

أدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دين الإسلام إلى قريش وما كان فيها إلا سبعة عشر رجل وثلاثة نسوة يجيدون القراءة والكتابة فجعل منهم قوم يولعون بالقراءة والكتابة  . فمهد  لذلك كل تمهيد ويسر كل تيسير لأمته كي تكون الكتابة شأنها ودربها .

 

وكان كتاب الله الكريم هو مادتهم في ذلك تعبدوا به وتبركوا به وتداوا .  به وروى عنهم انه بلغ من أمرهم أن أحدهم كان له من الأولاد ثلاث فأهدى واحدا منهم إلى القران الكريم . فأصبح هذا الأمر عندهم شرعة فكثيرا ما أهدي للقران من الأبناء . 

 

وما وقف الأمر عندهم في حفظه وتعليمه بل تعداه حتى ألفوا علوما في اللغة ما كانت تعرف قبله  ولولا القران ما ألف الخليل بن احمد الفراهيدي علم العروض ولا ألف سيبويه علم النحو ولا عرفت البلاغة ولا تصريف الكلام وغيرها من العلوم . 

ذلك مبلغهم أقوام نبلاء صالحون معنيون بفنون علمهم وآداب لغتهم فأتقنوا كل قول وبرعوا كل البراعة وقائدهم في ذلك كتاب الله فيهم .

وفى ذلك يقول احمد أمين في ضحى الإسلام 

 

" ولما جاء الإسلام اتصلت به الثقافة العربية اتصالا وثيقا حتى كان من الدين التثقيف بها والعلم بلغتها وأحبارها بل عمل الإسلام عاملا كثيرا في رقيها وتقنينها . ذلك أن القران الكريم والحديث عربيان ومن حسن الإسلام تعلم لغتهم فكان الإسلام اكبر البواعث على نشر هذه الثقافة والعناية بها . دخل اللحن في العربية فخاف المسلمون على القران أن يتسرب إليه لحن فوضعوا النحو وحملهم وضع النحو على مشابهة الأعراب والأخذ عنهم حتى يصلوا إلى قاعدة في الرفع والنصب والجر والجزم يصنعونها وكانت حركة عنيفة ومجهود كبير توج بكتاب سيقويه وما كان ليكون لولا القران .

ووردت في القرآن والحديث ألفاظا لغوية فضربوا أكباد الإبل إلى البادية يستفسرون عن لفظ . أو يبيعون على الليسر ودعاهم ذلك إلى حفظ الأشعار ففيها أحيانا ما يفسر لفظا قرآنيا أو يساعد على فهم تعبير قرأني فأكثروا من رواية اللغة والأشعار ولذلك وفقوا فيها وتحروا الموضوع من الصحيح وما كان يبذل هذا الجهد وذلك التحري لولا ما كان وراءه من باعث 

وعنوا بلهجات العرب وكيف تنطق تميم وقريش ومن الذي يميل ومن لا يميل ومن يبدل ومن لا يبدل لتفهم قراءات القران . كما عنوا بالعربي والأصيل لما في القران من معرب وأصيل

بل وجد بعض العلماء بعد في البلاغة يضعون لها القواعد ويستنتجون القوانين تفهما لمواضع الإعجاز في القران  "

 

 ويقول" وهكذا كان القران مبعثا لثقافة روحية وعقلية وكان منبعا لثقافة عربية وعلمية "

 

وفى ذلك يقول بن خلدون في مقدمته 

" لما فسدت اللغة بما القي إليها مما يغايرها وخشي أهل العلوم أن تفسد تلك المكانة رأسا وتطول العهد بها فيغلق القران والحديث على الفهوم استنبطوا مجارى كلامهم قوانين لتلك الملكة مطردة شبه الكليات والقواعد يعيشون عليها في سائر أنواع الكلام ويحيلون الأشباه بالأشباه مثل أن الفاعل مرفوع والمفعول منصوب " 

 

أما قارئيه فقد عنى المسلمون بهم اشد العناية حتى أنهم كانوا لباسا خاص بهم بل وبمصرهم أيضا فحفاظ القرآن وقارئيه في مصر كانوا يرتدون رداء يغاير ذاك الرداء الذي يرتديه أمثالهم في دمشق وما يرتديه إخوانهم في دمشق يغاير بالتبعية ما يرتديه أصحاب القرآن في البصرة .

 وما كانت القضية في الرداء بقدر ما كانت ليقدروا من العامة والدهماء وحتى يعرفوا بين الناس فارتقوا كل مرتقى وقدروا أجل التقدير .

وقربوا إلى الحكام والولاة يحفظوا أبنائهم . و أستجمل الحكام أصواتهم واستحسنوا أدائهم فأغدقوا عليهم بالمال ويسروا لهم سبل التقرب منهم  .

فأصحاب القرآن صاروا بقرآنهم أصحاب مال وسلطان . 

 

هكذا شان العرب مع القران 

إذا للقران حفاظ ومعلمون وسامعون وسماعون وكتاب ومفسرون .

وللقران نحو وصرف ولغة وبلاغة وفى كل ذلك اناس يدرسون ويدرسون همهم الاوحد هو الحفاظ على كتاب الله وكانهم سوقوا الى تلك الغاية سوقا .

 

ولو بقى في أذهاننا سؤال كان سؤالنا ما الدافع لكل هذا ؟

لن ترى أن هناك سبب من الأسباب المادية يمكنك من خلاله تفسير كل هذا ولا من خلاله تقوم كل هذه العلوم والفنون خلال هذه الفترة الوجيزة بتمامها .

فقد بحثنا في ذلك كل مبحث ودرسنا كل دراسة كي نجد مثالا فيه تقوم كل هذه الفنون وكل هذه الآداب في هذه الفترة أو مثلها فلم نجد البتة .

 

وحينها أدركنا السبب 

والسبب هو أن الله سبحانه وتعالى قدر لهذا الكتاب بيانه وتفصيله فصير له كل قريب وبعيد . إذا هو كتاب الله المنزل على رسول الله بواسطة وحى الله والمتعبد به والمحفوظ من قبل الله رب العالمين .

 " إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "

 

 

عن الكاتب

التركيز علي بيان المكملات الغذائية ومستحضرات التجميل .حسين طلب

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مستحضرات تجميل