محمد الفضيلة
"قد تعنى نقاوة القلب والسير في طريق الله أو هي قوة في النفس تمكنها من الانتصار على كل نوازع الشر وإغراءاته مع ممارسة الحياة البارة وربما تعنى الفضيلة الارتفاع عن مستوى الذات بحيث يخرج الإنسان عن دائرة-ذاته لكي يعيش لغيره ... يخرج من الاهتمام بنفسه أو التركيز على نفسه إلى الاهتمام بغيره وينتقل من عيشه لنفسه إلى محبة الله والناس .
والفضيلة هي أيضا ارتفاع فوق مستوى اللذة .
والفضيلة ليست مجرد فعل الخير بل هي بالأكثر محبة الخير
والفضيلة لا تقف عند حد إنما هي سعى نحو الكمال "
الباب شنودة الثالث جريدة الجمهورية 17/1/2004 تحت عنوان الفضيلة تعريفها ومصادرها
هذا هو رأى المسيحية في الفضيلة وهذا هو تعريفها المسيحي نقلناه . فأين محمد من الفضيلة على معناها المسيحي ؟
لقد استبان الحق فمحمد ارقي فضيلة . فهو نقى القلب يدعوا إلى الله وهذا هدفه في الحياة هو قوة نفسية مكنته من الانتصار بل ودفعته لنقل قومه وأبناء جلدته إلى يوم الدين لان ينتصروا على كل نوازع الشر وإغراءاته . عاش لغيره لن ترى احد أحب الناس كما أحبهم محمد . ذاك محمد الذي ملك الفضيلة وسعى إليها وسعى بها . انه الفضيلة بذاتها . والفضيلة بكمالها تجسدت في محمد . ونقل محمد الدنيا حيث الفضيلة. فهو أحق بالفضيلة مما سواه .
يقول مايكل هارت في كتابه "الخالدون مائة أعظمهم محمد"
لقد اخترت محمدا في أول هذه المائة ولا بد أن يندهش كثيرون لهذا الاختيار ومعهم حق في ذلك ولكن محمدا هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني والدنيوي وقد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا وبعد 13 قرنا من وفاته فان اثر محمد عليه السلام لا يزال قويا متجددا
وأكثر هؤلاء الذين اخترتهم قد ولدوا ونشئوا في مراكز حضارية ومن شعوب متحضرة سياسيا وفكريا . إلا محمد فقد ولد سنة 570 ميلادية في مدينة مكة جنوب شبه الجزيرة العربية في منطقة متخلفة من العالم القديم بعيدة عن مراكز التجارة والحضارة والثقافة والفن . وقد مات أبوه وهو لم يخرج بعد إلى الوجود . وأمه وهو في السادسة من عمره عندما تزوج من امرأة غنية . ولما قارب الأربعين من عمره كانت هناك أدلة كثيرة على انه ذو شخصية فذة بين الناس .
وكان أكثر العرب في ذلك الوقت وثنيين يعبدون الأصنام وكان يسكن بمكة عدد قليل من اليهود والنصارى وكان على علم بهاتين الديانتين . وفى الأربعين امتلأ قلبه إيمانا بان الله واحد احد وان وحيا ينزل عليه من السماء وان الله قد اصطفاه ليحمل رسالة سامية إلى الناس . وبعد كلام كثير يقول هارت
استطاع هؤلاء البدو المؤمنون بالله وكتابه ورسوله أن يقيموا إمبراطورية واسعة ممتدة من حدود الهند حتى المحيط الأطلسي وهى أعظم إمبراطورية أقيمت في التاريخ حتى اليوم .
وبعد كلام يشرح فيه سبب اختياره لمحمد على رأس المائة يقول
إن محمد كان دوره اخطر وأعظم في نشر الإسلام وتدعيمه وإرساء قواعد شريعته من دور عيسى في الديانة المسيحية فهو لم يرسى القواعد الشرعية فقد أرساها بولس وهو المسئول عن كتابة كثير مما جاء في "العهد الجديد"
ويقول
وكان محمد رجلا دنيويا زوجا وأبا وكان يعمل في التجارة ويرعى الغنم وكان يحارب ويصاب في الحروب ويمرض ثم مات . ولما كان محمد قوة جبارة فيمكن أن يقال أيضا انه أعظم زعيم سياسي عرفه التاريخ .
هذا الامتزاج بين الدين والدنيا هو الذي جعلني أومن بان سيدنا محمد هو أعظم الشخصيات أثرا في تاريخ الإنسانية كلها
مايكل هارت نقلا عن الأهرام بتاريخ 21/10/2004 "لا تحزن إن الله معنا " عزت السعدني
هذا هو صوت الغرب يتحدث في غفلة الغرب . ينطق شاهدا بمحمد وشاهدا لمحمد على أثاره وأعماله وانجازاته وشاهدا بع عظيم من العظماء وهذا ما دعانا على أن نبحث عن محمد بين العظماء والخالدين .
حسين محمد طلب