مستحضرات تجميل

مدونة تهتم بمستحضرات التجميل والتجارة الالكترونية وشركات الادوية والعلوم والتسويق الدوائي

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

حديث الدكتور طه حسين في كتابه على هامش السيرة


تحدث الدكتور طه حسين في كتابه على هامش السيرة قاصا حال عبد المطلب عند المولد انه رأى أندية قريشا متجمعة فيه تلهج كلها بحديث غريب ونبأ طريف أذاعه رجلا من أهل الظواهر ، فشغل به الناس وتناقلوه وكان هذا الرجل طلبة أهل المسجد ، يتنقل بحديثه من ندى إلى  ندى فلا يكاد يتم حديثه إلى قوم حتى يدعوه ولا يزهد في أن يعيد قصته مرة ومرة وكأنه قد أحس لنفسه خطرا ، وكأنه قد رأى نفسه مطلوبا بعد أن لم يكن من قبل طالبا ، وكأنه قد كبر في نفسه فكان يقول ويطيل في القول وكان يفصل ويغرق في التفصيل وكانت اقناء قريش تسمع له فمنها من يعجب ومنها من يرتاع ومنها من يلقى الحديث بالإغراق في الضحك ومنها من يلقى الحديث بهز الرؤوس وكان هذا الرجل يقص قصصه فيقول ما كنت اعلم أن لليل إسرارا ليست للنهار . وما كنت اعلم أن للصحراء إنباء ليست للمدن والأرض العامرة وما كنت احسب أن في هذا الهواء الذي نتنفسه وفى هذا الفضاء الذي يحيط بنا أرواحا تتجافى وإحياء تتجاذب الحديث حتى رأيت وسمعت ما سمعت فتبينت أن حياتنا غرور وأن علمنا جهل وأن أحاديثنا لهو وهراء والناس يتعجلونه فيقولون له هات ما عندك من النبأ .  حتى إذا فرغت من قصتك فقل ما شئت وهو يقول لقد جنني الليل وإني لفي طريقي من الطائف إلى مكة فلا احفل بذلك ولا آبه له ولا أفكر في أن آوى إلى حي من هذه الإحياء التي تنشر بيوتها في الطريق لانتظر مشرق الشمس ولكنني أمضى أمامي لا الوي شيء ولا أرهب شيئا . وماذا ارهب والطريق آمنة واضحة يسلكها الناس إذا أمسوا.  يسيرون فيها مع ظلمة الليل قد عرفوها فهم لا يحتاجون إلى مرشد ولا دليل فأمضى أمامي مجدا في السري . أريد أن أفجأ أهلي من الصبح . واني لفي بعض الطريق وقد سكن من حولي كل شيء حتى لا اسمع إلا  أخفاف مطيتي تمس الأرض مس رقيقا . وإلى هذه الأنات التي ترسلها المطايا إذا جهدها السير وحنت إلى الراحة ، وإلا ما كنت أناجى نفسي به من حديث أهلي إذا طلعت عليهم من ضوء الشمس وكأن ضوء القمر قد انبسط على الفلاة هادئا نقيا فملأ نفسي أمنا ودعة وهدوءا .  وإني لفي ذلك وإذا غمغمة تصل إلى من بعيد فلا احفل بها ولا ألقي إليها بالا  وإنما أمضى فيما أنا فيه من الاستمتاع بلذة هذا السري . ومس أخفاف مطيتي للأرض وحنينها إلى ما بعد عهدها به من الراحة وأحاديث نفسي عمن فارقت في الطائف وعمن سألقى في مكة ولكن الغمغمة تدنوا منى أو أنا ادنوا منها وإذا هي تشتد شيئا فشيئا وإذا أصواتها تمتاز وتستبين وإذا أنا اسمع أحاديث قوم يتهامسون وإذا أنا انظر فلا أرى أحدا والقمر مع ذلك مشرق مضيء والفلاة مبسوطة لاعوج فيها ولا ارتفاع والحديث مع ذلك من حولي واضح يملئ الهواء وقلبي مع ذلك مضطرب ويمشى في صدري رعبا وأنا اذهب بمطيتي إلى الأمام وارجع بها إلى الوراء واذهب عن يمين واذهب بها عن شمال وارفع بصري إلى السماء واخفي بصري إلى الأرض فلا أرى شيا ولا أتبين شيا إلا جمال هذا الضوء الرائع يغشى الأرض برداء نقى رقيق وهذه النجوم التي لا تحضر قد تألقت في السماء كأنها المصابيح . وانطلقت في طريقها بسرعة  كأنها تستبق . وهذه الأحاديث الواضحة تتحدث بها جماعات لا أراها ولكن لا تستقر إنما يمضى بعضها اثر بعض وإني لأسمع قائلا يقول انظروا إلى السماء فما أرى أنها كعهدها بها من قبل إن نجومها لتتألق في قوة لم نرها من قط . إنها لتستبق في سرعة لم نرها قط إنها لتدنوا من الأرض حتى إننا نراها لتوشك أن تحرقنا إن التصعيد في السماء لعسير وفيما نصعد للسماء وإن السماء لتهبط إلينا . إن البقاء على الأرض لعسير أنى لنا الثبات لهذا الضوء الذي لا يخفى عليه شيء حتى أشباحنا الخفية التي لا تراها العيون

..النجاء النجاء ..

 إن للغيب لعجبا وإن في الأرض لحدث وإن الزمان ليستبين وإنا لا ندرى اشر أريد بالناس أم خير واني لأسمع ما اسمع  وأرى ما أرى فيبهرني ما اسمع ويسحرني ما أرى واشغل به حتى أنى لا سأل نفسي أين أكون وما تكون هذه الأصوات ولكنى أحس أصواتا أخرى كأنها تهيب بأهل الأرض تلكم الأصوات التي كنت اسمعها قائلا أزعجكم عنها وقد كنتم فيها آمنين وقد كنا نفر إليكم لأن شيئا أزعجنا عن دورنا وأخرجتنا من مماتنا وأخطرنا لأن نهتم في الأرض . لا ندرى ما هو ؟  ولا ندرى من أين جاء ؟

إنا لنتسامع من أطراف الأرض بأن حدثا قد حدث وكائن قد كان إنا لنتسامع بأن إيوان "كسرى" قد اضطرب ومادت به الأرض فسقطت شرفاته وتهدم بنيانه . وإذا أصوات أخرى تصيح منتشرة في الفضاء وإنا لنتسامع بأن نار الفرس قد خبت فجأة لأول مرة منذ ألف سنة . وإذا أصوات أخرى تصيح وان نتسامع أن بحيرة "ساوة" قد جفت وما عاهدناها إلا عزيزة جمة الماء , وإذا هذه الأصوات كلها تملأ الأرض رقيقة خفيفة  خائفة قلقة  ..النجاء النجاء ..

إن للسماء لخبرا وان الأرض لتستقبل يوما لم تستقبله من قبل وان لهذا اليوم في حياة الأرض لشأن لا ندرى أخير هو أم شر

.. النجاء النجاء .. "

 

هذا قول أعرابي يقص على قريش قصته ويهديهم إلى حكمة ويأخذ بأيديهم إلى بصيرة ويأخذ بأيدنا إلى بحث

هذا قول أعرابي شده الغريب والغرابة نطاق بحث .  وهى تجعل البحث طبع وهذا باعث الغرابة إن استغربها الإنسان .  إن صاحبانا قد أهمه ما أهمنا غير أنه سيد المهمومين . إن صاحبنا قد رأى وسمع .  ونظر وتدبر .  وقص وحير . فإنا في حيرة إلا أننا قد اهتدينا فزالت حيرتنا وانقضى عهد همنا بعيد عنا . فأما قوله كنت اعلم أن لليل أسرار ليست للنهار وما كنت اعلم أن للصحراء أنباء ليست للمدن ولا للأرض العامرة . وما كنت احسب أن في هذا الهواء الذي نتنفسه والفضاء الذي يحيط بنا أرواح تتناجى وأحياء تتجاذب

 

فان العلم الحديث ليؤيد صاحبنا ويصدق قوله ويدعونا إلى تصديق قوله ويدعونا للتأمل في قوله . ودعنا الآن نتفق  على شيء سيستمر معك طيلة قرأتك لما بينت يديك .

 

فحينما نتحدث عن تصديق فهو بحثنا المنطقي في القول على اعتبار إن المنطق مغاير للعلم فالعلم عندنا اليقين المثبت تجريبيا أما المنطق فهو ما استحسنه العقل وما قدره الفكر . لنعود إذا إلى تصديق قوله وتأمله . أما العلم فيعلمنا أن في الفضاء الذي يحيط بنا وفى الهواء الذي نتنسمه أمواجا وجسيمات لسنا قادرين على حسها بما نملك من دواعي الحس فان أردنا حسها بحثنا عن دواعي الحس . ثم إن الفضاء حولنا والجو فوقنا يحادث بين الجوامد فكيف لا يحادث بين الأحياء وحيث أن كثيرا من الأحياء لا نستطيع رؤيتها ولا سماعها ولا الحديث معها بدواعينا المعتادة فان صاحبنا ليحمل أرقى معنى للصدق . ثم إن الإنسان يسمع ويرى في حدود معينة قدرها الله وافترضتها الطبيعة وارتضاها العلم فان قلت وان ذادت منع الحس فلما لم يكن لصاحبنا داعي يهيئه لدفع القيود الحسية فإن قلت فكيف تدفع القيود الحسية ؟  أقول إن العلم يبين لنا أن هناك طفرات بيولوجية وهى تغيير في تركيب الجين فلما لم يكن ذلك ثم إننا رأينا الموسيقى الأصم والصانع الأعمى فلما المنع إذا ؟ إذا ننقاد إلى قوله وهو مضمون قوله ما كنت أعلم وكأن أهل الأرض ما كانوا يعلمون وما كانوا يتعلمون حقائق الأشياء ودقائقها والنظر فيها والنظر حواليها إلا بمقدم السيد محمد بن عبد الله فبمقدمه تهيأت العقول لقبول علم جديد وحكمة أسمى وفهم أدق غير هذا الذي ما انفك أن كان قصص وحكايات فبإتيان السيد محمد دعيت الأرض لتفرز حقائقها ولتبوح بأسرارها وهذا يدعونا لان نقول أن هذا هو الدليل على أن كل ما على الأرض الآن من نتاج العلم إنما كان تبعة من تبعات مقدم هذا النبي الخاتم وان أراد أهل الأرض عظيم الأمور عليهم بالبحث عن تبعات مقدم هذا الرسول إذا قد تهيأت الأرض وتهيأت العقول وتهيأ الزمان

 

إن حال السماء أن تنظر إلى الأرض ولا تتدخل في شانها إلا إذا ضل أصحابها الطريق فان ضلت الأرض طريقها الخلقي والعلمي والفكري وجهتهم السماء ولعلهم يهتدون .

 

والتاريخ لا يخفى علينا قصص الضالين والمهتدين . وحينما كانت السماء تصلح من حال الأرض قبيلة قبيلة وجهة جهة حينما كانت الجهات متباعدة متنافرة أما وقد توحدت القبائل واتفقت الجهات وضلت الأرض مما احتاجت إلى التدخل الفعلي المباشر للسماء تدخل كامل يحكم كل اتجاهاتهم على اختلاف ألوانهم وطبائعهم وأجناسهم .

 

ونحن الآن بصدد دراسة أمران أولها كيف فسدت الأرض في ذاك الوقت حتى احتاجت إلى دعم السماء وأخرها كيف توحدت قبائل الأرض بعد تنافرها وتوحدت اتجاهاتها بعد تباعدها وربما نؤجل دراستنا في الأمر الثاني لضيق الاستدلال .

 

وكلامنا الآن عن فساد الأرض

والقول بأن أهل الأرض منذ أن خلقوا عليها هو الإفساد فيها قول ملموس بالتجربة . وينتج الفساد حينما يقضم المجتمع الأخلاق . حتى لا يكون لها وجود فمتى انتفت الأخلاق وجد الفساد . والعدل هو الأساس الذي تبنى عليه الأخلاق . كيف وان أهل الأرض اغتصبوا حق الخالق الإله مع علمهم التام بإلوهيته وأعطوا الحق زاعمين لغير أهله . ناهيك عن تفشى الظلم والجور والقهر والعدوان والتخلي عن الفضيلة والكرم والإحسان .

عن الكاتب

التركيز علي بيان المكملات الغذائية ومستحضرات التجميل .حسين طلب

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

مستحضرات تجميل