الحضارة الفارسية واسباب سقوطها
بلاد فارس وبلاد فارس هي تلك البلاد التي كانت تقع في الاتجاه الشرقي الحضاري من الأرض وهم أصحاب أكبر بقعة مجتمعة من الأرض تدين تحت راية واحدة عرفتها الأرض في ذلك الحين . وكبر دولتهم واتساع إطرافها جعلتهم مزيج من أجناس فالشمال الفارسي والشمال الغربي الفارسي قائم على الحضارة الاهيلينية والتي كانت تقدس آلهة مختلفة فكانت لهم آلهة الذكورة والأنوثة وغيرها والشرق الفارسي كان قائما على الحضارة الصينية والتي كانت مبنية على الانغماس في الطاوية والذي ما لبث أن تحول إلى سحر وشعوذة والبحث نحو حياة أطول . فكانت فكرة الطاويين وهى البحث عن كيفية وضع الذهب في الجسم الإنساني حيث انه من استطاع أن يضع الذهب في جسمه طال عمره فالذهب عندهم يعنى حياة أطول .
أما الجنوب والجنوب الشرقي فكان متأثرا بالفكر الهندي فكان بحثهم عن الجمل
والمقاطع والتي تحمل كلمة " ماتتراس " والرسوم الرمزية واليوجا والطقوس
السرية . وعلى اعتبار أنهم تحت راية واحدة فكان لابد من الشمال والجنوب والشرق
والغرب الحاكم والمحكوم أن يتفقوا على عبادة واحدة شكلا لا معنى فاجتمعت الخرافات
وتعددت الآلهة في عبادة النار فعبدت الفرس النار فكانت الفرس والنار والخرافات
قبيل الإسلام . هذا النهج كفيل أن يثبت لك أنهم فساد ودمار وبلاء فهذا هو الشرق
قبيل الإسلام نحو الحضارة ونحو الإنسانية ليس فيه بكل المقاييس شيء من الحضارة فلا
مقياس إلا مقياس الفساد والإفساد . فلا بد له من مقوم ولا سبيل له إلا الإرشاد .
وعلى السماء أن تتدخل في شانه والله المصلح .
وكانت الدولة الفارسية تحت حكم الإمبراطورية الساسنية . ودولة ساسان هذه
نسبة إلى الكاهن الزاردشتى ساسان
" الزاردشتية ديانة فارسية " والذي كان جدا لأول إمبراطور لهم
ارديشير الأول وأقام ارديشير دولته هذه بمعارك ضارية اقتلع فيها البلدان اقتلاعا
واغتصبها اغتصابا من أهلها لينشأ مملكته هذه لذا كان لا بد ألا يدوم أمرها فسقطت على يد
المسلمين . وحكمها 30 إمبراطور فقط فما
كان الله ليديم حكما قام على الغصب والنهب والسلب . وتلي ارديشير الأول إبنه شابور
وما كان أحسن حالا من والده ولا من جده الكاهن فقد حكي انه سلب من المدن الكثير أشهرها
انتو نشيا في سوريا وهزم الإمبراطور الروماني " جو رديان " (338-440م)
وهزم أيضا الإمبراطور" فليب العربي" ( 244-249م) والإمبراطور"
مليردن" وأسره عام 260م ووضعه في السجن بعد معركة أيديسيا والتي أصابت
الرومان بالخزي .
حكاية
بلغ من تجبر الفرس أنهم ولوا شابور الثاني الحكم (309-
ولم يكن أفضل حالا من أجداده فقد حكم سبعون عاما لم تسلم البلدان فيها من
بطشه واتبع سياسة دينية قاسية ففي عهده فرضت محاكمة المبتدع والمرتد من الين
الزاردشتى واضطهدت المسيحية . وكانت الإمبراطورية في عهده في اقوي فتراتها تخويفا للأعداء
. وحكم بعده حكاما ضعاف غير أن الناس ملئهم الخوف من الفرس فما استطاعوا حربها ولا
الخروج عليها حتى بضعف ملوكها "يزدجر الثاني" والذي كان أقسى من سابقيه في
اضطهاد الأديان والأقليات خصوصا المسيحيين ورأينا فيهم حرب الأخ لأخاه وقتله فقاتل
"هرمز الثاني "(457-459م ) أخاه الأكبر "فيروز" غير أن "فيروز
" قتله
وقفة
هذا مستشرق غربي يقص علينا الحالة العامة للأرض في ذلك الوقت وهو المستشرق
الكبير المسيو " جون لابوم" وهذا القول كتبه في مقدمة الفهرست الذي وضعه
للقران الكريم باللغة الفرنسية يصف فيه العالم قبيل الإسلام .
يقول المسيو بعد كلام كثير .
" والخلاصة أن جو العالم الأرضي كان مكفهرا سحب الاضطرابات الوحشية في
كل مكان وكان اعتماد الناس على وسائل الشر أكثر من اعتمادها على وسائل الخير وكان
اجمع الرؤساء للثقة والطاعة أشدهم صحة في اصطلاء نيران الحروب والمعارك ولم يكن يأخذ
بعواطف القلوب ولا يؤثر عليها تأثيرا جادا إلا شيء واحد . هو الغنم وسلب الأمم
والشعوب والمدائن والأعيان . ورجال الحروب وفقراء الحراثين حتى بسطاء المتسولين
ولولا شعاع ضئيل من الحكمة كان يتألق في بعض جوامع الكهنة . وبعض المبادئ الفلسفية
التي كانت بمعزل عن أعاصير تلك المسالب . وانتقلت من روح إلى روح أخرى بواسطة بعض أصحاب
الجرأة من رسل الرقى لكانت البربرية أسرعت في خطاها . مقوده بغطرسة زعماء البهيمية
واستحالت إلى وحشية محضة "
ثم قال بعد كلام كثير من هذا الضرب .
" على هذه الأحوال الحالكة وفى وسط هذا الليل الشديد الوطأة ولد محمد
بن عبد الله في 29 أغسطس 570م " هذا القول منقول عن مهمة الإسلام في العالم
" محمد فريد وجدي
والتعليق
" فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض
إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين ...الآية
" هود